دور القرفة في تحسين حساسية الأنسولين: أداة فعّالة في إدارة السكري

مقدمة

القرفة (Cinnamon) هي إحدى التوابل التي استُخدمت في الطب التقليدي لعدة قرون. في السنوات الأخيرة، أثبتت بعض الدراسات فعاليتها في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين استجابة الخلايا للأنسولين، مما جعلها موضع اهتمام لعلاج مرض السكري، خاصة النوع الثاني. يحتوي هذا البحث على استعراض شامل عن دور القرفة في مكافحة السكري من خلال عرض آليات عملها، فوائدها، والجرعات المقترحة، إلى جانب التحذيرات المتعلقة باستخدامها.

تركيب القرفة وخصائصها الفعّالة

تحتوي القرفة على مركبات فعّالة مثل:

سينمالدهيد (Cinnamaldehyde): يعطي القرفة رائحتها المميزة ويملك خصائص مضادة للالتهابات.

البوليفينولات: وهي مضادات أكسدة تقلل الإجهاد التأكسدي المرتبط بالسكري.

حمض السيناميك: يساعد على تحسين عملية التمثيل الغذائي.

مركب MHCP (Methyl Hydroxy Chalcone Polymer): يساهم في تحسين استجابة الجسم للأنسولين.

آليات عمل القرفة في علاج السكري

تحسين حساسية الأنسولين:

القرفة تعزز حساسية الخلايا للأنسولين، مما يقلل من مقاومة الأنسولين، وهو العامل الأساسي في النوع الثاني من السكري.

وفق الدراسات، المركب MHCP يحاكي تأثير الأنسولين في الخلايا، مما يزيد من امتصاص الجلوكوز.

تقليل مستوى الجلوكوز في الدم بعد الوجبات:

القرفة تبطئ عملية هضم الكربوهيدرات، مما يمنع الارتفاع الحاد في سكر الدم بعد تناول الطعام.

خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتحسين الدهون الجيدة (HDL):

السكري غالبًا ما يرتبط بخلل في مستويات الدهون في الدم، والقرفة تساعد في إعادة التوازن.

تقليل الإجهاد التأكسدي:

مرضى السكري يعانون من ارتفاع مستويات الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي، ما يؤدي إلى مضاعفات. القرفة بفضل احتوائها على مضادات الأكسدة تقلل من هذا التأثير.

دراسات علمية عن القرفة والسكري

دراسة أجراها مركز أبحاث التغذية البشرية (2003):

أظهرت أن تناول القرفة يوميًا (1-6 غرامات) لمدة 40 يومًا أدى إلى خفض مستوى الجلوكوز في الدم بنسبة تصل إلى 29%.

كما لوحظ انخفاض في مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار.

دراسة نُشرت في مجلة Diabetes Care (2012):

تناول مرضى السكري 2 غرام من القرفة يوميًا لمدة 12 أسبوعًا، ونتج عن ذلك تحسن في مستويات السكر الصائم وانخفاض في مقاومة الأنسولين.

تحليل شامل (Meta-Analysis) في عام 2019:

خلص إلى أن القرفة فعالة في خفض سكر الدم الصائم والهيموجلوبين السكري (HbA1c)، لكنه أكد على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد الجرعات الآمنة طويلة الأمد.

الجرعات الموصى بها وآلية الاستخدام

الجرعة النموذجية تتراوح بين 1-6 غرامات يوميًا، مقسمة على جرعات قبل أو بعد الوجبات.

يمكن تناول القرفة على شكل:

مسحوق: بإضافته للطعام أو المشروبات.

كبسولات: متوفرة في الصيدليات.

شاي القرفة: بنقع عيدان القرفة في الماء الساخن.


 

التحذيرات والآثار الجانبية المحتملة

الكومارين الموجود في القرفة:

القرفة السيلانية (Ceylon) تحتوي على كمية قليلة من الكومارين مقارنةً بالقرفة الصينية (Cassia) التي تحتوي على مستويات أعلى، وقد تسبب الجرعات العالية منها تسمم الكبد.

تأثير القرفة على الأدوية:

قد تتفاعل القرفة مع أدوية السكر، مثل الميتفورمين والأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى السكر.

الحساسية:

بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية تجاه القرفة، مما يسبب تهيج الفم أو الجلد.

القرفة كجزء من نمط حياة صحي

يمكن للقرفة أن تكون مكملاً غذائيًا مفيدًا ضمن نظام غذائي متوازن يشمل أطعمة غنية بالألياف والبروتين.

يجب أن تكون مصحوبة بممارسة الرياضة بانتظام لتحسين استجابة الأنسولين.

يوصى دائمًا باستشارة الطبيب قبل إدخال أي مكملات جديدة في النظام العلاجي.